نبذة عن الكشافة الإسلامية الجزائرية
I. مقدمة
تأسست
الحركة الكشفية العالمية في انجلترا على يد اللورد "روبرت بادن باول"
الذي كان عسكريا. وجاءته فكرة التنظيم الكشفي بعدما لاحظ تحركات الشباب في
إيصال المعلومات والأخبار لطلب النجدة أثناء محاصرة "مافكنج" .
وفي
31 جويلية 1907، كان أول لقاء لعشرين شابا أختيروا من طرف مؤسس الكشافة
يمثلون أحسن التلاميذ وكذلك أحسن المجنّدين (شبه عسكريا في بريطانيا)
بالإضافة إلى بعض زملائه لإقامة أول تجربة لإظهار التنظيم الكشفي الجديد
الذي أقيم بجزيرة "براونسي" في جنوب إنجلترا المناسبة للتكشيف.
II. تاريخ الحركة الكشفية الجزائرية
منذ أن وطأت أقدام الاستعمار الفرنسي المتسلط أرض الجزائر وهو يحاول بجل الطرق محو وطمس الهوية
والشخصية الجزائرية وكل ما له علاقة بالجزائر، فحرم الشعب من أبسط حقوقه، حرمه من حقه في
التعليم وخاصة تعلم لغته العربية ليغرقه في بحر الأمية، وإزاء هذه السياسة الاستدمارية عمل
الشعب الجزائري على التصدي لكل محاولاته بكل ما أوتي من قوة، خاصة أبنائه ممن تربوا وترعرعوا في
كنف المدرسة الأولى للوطنية، الكشافة الإسلامية الجزائرية، التي دائما ما ناضلت دفاعا عن
الشخصية والهوية الجزائرية المسلمة وعملت جاهدا للمحافظة على طموحات شبابها في الحرية
والاستقلال.
إستوحت الكشافة الإسلامية الجزائرية عند نشأتها الحركة الكشفية الدولية من جهة وراعت المتطلبات
الوطنية الجزائرية من جهة أخرى ففي سنة 1930 نظمت الإدارة الإستعمارية الإحتفال المئوي لإحتلال
الجزائر بمظاهر فخمة ،دون أي تقدير لكرامة الجزائريين ،وقد إنتشرت خرافة الجزائر فرنسية إنتشارا
واسعا حمل المعمرين وطائفة المحتلين البيض على نسيان وجود الجزائريين المسلمين الذين يمثلون
الأغلبية في بلادهم.
كان رد الفعل الأهم بعد حفلات القرن والإحتلال تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين (مايو
1931) المعروفة ببرنامجها ونشاطها وقد قام رئيسها الشيخ عبد الحميد بن باديس بنشاط دائب في
قسنطينة متنقلا في جهات الوطن ،ليؤسس المدارس والمساجد والأندية الثقافية والرياضية.
ففي هذا الجو السياسي والديني تأسست الكشافة الإسلامية الجزائرية بسعي من البطل محمد بوراس وبعض
الفتيان الملتفين حوله ،عندما منعت الإدارة الإستعمارية العلماء من التدريس في المساجد وقعت
مظاهرات خاصة في العاصمة وشارك فيها بوراس وأصدقائه،ليتردد بعدها بوراس على نادي الترقى مقر
جمعية العلماء فحضر دروس الشيخ الطيب العقبي ممثل الجمعية في الجزائر العاصمة ،وإجتمع بالشيخ
عبد الحميد بن باديس رئيس الجمعية الذي أشار عليه بتأسيس فوج كشفي وتنظيم نشاطات سلمية في أحضان
الطبيعة ،وبذلك تأسس فوج "الفلاح" في عاصمة الجزائر سنة 1935 وكانت بذلك إنطلاقة الكشافة
الإسلامية الجزائرية وتسميتها شبيهة بتسمية جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بإتخاذ الصفتين
المميزتين للجمعيات الوطنية وهما "الإسلامية "و"الجزائرية " ولم يكن المؤسسون للكشافة آنذاك
يفكرون في شبان 1935 فقط ،بل في مآل جميع الجزائريين في المستقبل وحددوا بوضوح صورة مثالية
للكشاف المسلم الجزائري الذي تتمثل فيه جميع الفضائل
بعد تأسيس فوج الفلاح بالجزائر العاصمة 1935 ،تأسست جمعيات أخرى في مليانة ،تلمسان،تيزي وزو
،قسنطينة ،سطيف،عنابة ،بسكرة..... وكانت الأفواج الأولى من الكشافة الإسلامية الجزائرية عبارة
عن جمعيات محلية ،يسري عليها قانون 1901 ،ويسيرها مجلس إداري يتألف من رجال كبار وشخصيات من
المكان ،أما النشاط التقني فيفوض لقائد الفوج أو القائد المحلي الذي يضم إليه مساعد ا وقادة
للأشبال والفتيات والجوالة وفقا لنظام بادن –باول ،وكان الأشبال مقسومين إلى مجموعات من ستة
أفرادبينما كان فتيان الكشافة موزعين على دوريات وقسم الجوالة إلى فرق ،ويجري النشاط إما في
محلات خاصة أو في الخلاء ،وكانت الجمعيات الفرنسية تنظر إلى الكشافة الإسلامية الجزائرية لا
كمنافسين فقط ،بل كأعداء لأن كل شئ يفرق بينهما وبين مؤلاء من البرنامج والإتجاه الإسلامي
والشعور الوطني واللغة والثقافة أما الهيئات الأخرى من النظام الإستعماري ،فقد أعربت عن ريبها
ورفضت مساعدة الكشافة الإسلامية الجزائرية ،وكان ذلك من البلديات ومصالح الولايات، وقد اتخذت
إجراءات ادارية ضد القادة أو الأفواج اعتمادا على دعاوي باطلة ومفتعلة، كما رفضت منح رخص لتنظيم
حفلات أو مخيمات واجريت استنطاقات للمسؤولين، واعتقل بعضهم كما أغلقت المحلات الخاصة، وكان من
النادر أن تحظى الأفواج الكشفية الجزائرية بإعانات من البلديات وغيرها، في حين كانت توزع بسخاء
على الأفواج الفرنسية.
III. عضوية الكشافة الإسلامية في الهيئات الدولية
الكشافة
الإسلامية الجزائرية عضو في المنظمة العربية منذ سنة 1954 التي مقرها
بالقاهرة (مصر)، كما أنها عضو في الاتحاد الكشفي منذ سنة 1963 التي مقرها
بجنيف (سويسرا)، وهي أيضا عضو في الاتحاد الكشفي للمغرب العربي منذ تأسيسه
سنة 1969 ، وعضو في الاتحاد العالمي للكشاف المسلم ومقره بجدة (المملكة
العربية السعودية).
IV. أهداف الكشافة الإسلامية الجزائرية
الكشافة
الإسلامية الجزائرية جمعية وطنية تربوية إنسانية تطوعية مستقلة ذات طابع
المنفعة العمومية، هدفها المساهمة في تنمية قدرات الأطفال والفتية والشباب
روحيا وفكريا وبدنيا واجتماعيا ليكونوا مواطنين صالحين لمجتمعهم. ويتم ذلك
من خلال مساهمتها في خدمة وتنمية المجتمع في كل الأحوال والظروف وغرس
المبادئ الإسلامية والقيم الوطنية ومفهوم الفتوة والمسؤولية وشحذ الحس
المدني لدى الفتية والشباب، كما يتم أيضا من خلال الأنشطة التي تدعم روابط
الأخوة والتعاون مع الجمعيات ذات المبادئ والأهداف المشتركة.
V. المبادئ الأساسية
تعتمد الكشافة الإسلامية الجزائرية في نشاطها على مبادئ أساسية وهي:
-الواجب نحو الله والوطن: يقوم المنخرط في صفوف الكشافة بواجبه نحو الله في الطاعة والعبادة ،والعمل على تقوية ايمانه وعقائده والتشبث بمبادئ دينه الحنيف، أما الواجب نحو الوطن فيتمثل في خدمته بالتضحية من أجله، الدفاع عنه بالنفس والنفيس، والمساهمة في بنائه وترقيه وتطويره.
2-الواجب نحو الآخرين : يكمن في حب الفرد للآخرين واحترام حقوقهم، والمشاركة في خدمة المجتمع بتقديم مختلف الخدمات والمساعدات، كالإسعاف، والمساهمة في جمع التبرعات، وغيرها من الأعمال الإنسانية.
3-الواجب نحو الذات: تنمية القدرات الشخصية عن طريق اكتساب المعارف والمهارات الفنية، والتحكم في الشهوات، وتربية الذات تربية صالحة بعيدة عن شوائب الشارع.
VI. الطريقة الكشفية
تعتمد الكشافة الإسلامية الجزائرية في أداء رسالتها التربوية على:
- العهد والقانون.
- نظام الطلائع.
- نظام الشارات.
- التعلم بالممارسة.
- حياة الخلاء.
- دعم الراشدين.
- الإطار الرمزي.
VII. العهد الكشفي
على كل فرد منتم للكشافة الإسلامية الجزائرية أن يؤدي العهد الكشفي مباشرة بعد انتسابه إليها، وهو :
"أعد بشرفي أن أبدل جهدي في طاعة الله و طاعة والدي و أن أخدم وطني وأن أساعد الناس في جميع الأحوال و الظروف وأن أعمل بقانون الكشاف"
VIII. قانون الكشاف
1- شرف الكشاف موثوق به
2- الكشاف مخلص لله ولوالديه ولوطنه ولرؤسائه ومرؤوسه.
3- الكشاف نافع ويساعد الآخرين.
4- الكشاف حميد السجايا عطوف على الضعفاء رفيق بالحيوان.
5- الكشاف أخ لكل كشاف وصديق الجميع.
6- الكشاف يحب النبات ويرى في الطبيعة قدرة الله.
7- الكشاف مطيع لقائده بدون تردد.
8- الكشاف يبتسم أمام الشدائد.
9- الكشاف مقتصد ويحسن التدبير.
10- الكشاف طاهر في فكره وقوله وعمله.
IX. رمز الـكشافة الإسلامية الجزائرية
· زهرة الياسمين: تمثل أركان الإسلام الخمسة وهي رمز الأشبال.
· الهــــلال: يمثل الفتوحات الإسلامية من المشرق إلى المغرب وهو رمز الاستطلاع.
· اللون الأحمر: يمثل دم شهداء حرب التحرير وهو رمز الرواد
· اللون الأخضر: يرمز إلى الحرية.
XI. النشيد الرسمي
كشــاف هيــا طلق المحيّـــا
|
أدي إلى الهـدى رسـالــة الـفـدى
|
بـأيـد سـفـرة كــرام بــررة
|
كشــاف هيــا هيــا كـشــاف
|
بــشــر بـنـا العـالميـــن
|
واهـــتـف بنا كل حـيــن
|
نحــن المــلاك الأمــــين
|
نـحـن ابتسـام الحـزيـن
|
من كل جنس، من كل جنس
|
من كل جنس، من كل جنس
|
كـشاف هيا هيا كـشاف
| |
إن صارخ أسمــــــعــــــا
|
أو خائـــــف روعـــــا
|
لـم يلـقـنـا هـُــجَّــعـــا
|
إنــــا لــمـن قــد دعــــا
|
من كل جنس، من كل جنس
|
من كل جنس، من كل جنس
|
كـشاف هيا هيا كـشاف
| |
الـقـول مـنـا يـمـيـــن
|
والــظــن مـــنـا يـقـيـن
|
نـأتـم بـالـصــالـحـيــن
|
نــــعــتــز بـالـخـالـدين
|
من كل جنس، من كل جنس
|
من كل جنس، من كل جنس
|
كـشاف هيا هيا كـشاف
| |
نــحـن حـمـاة الـبـــلاد
|
نـــحـن لــواء الـجـهـاد
|
جـمع ولـكـن آحــــاد
|
كـــذا كـــذا الإتـحـاد
|
من كل جنس، من كل جنس
|
من كل جنس، من كل جنس
|
كـشاف هيا هيا كـشاف
|